هى أم القرأن وهى السبع المثانى وهى الكافية والرقية

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف خلقه، محمد
بن عبدالله عليه أفضل الصلاة والسلام، وعلى آله وصحبه
ومَن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد..


يسرني ان أطرح إليكم هذا الموضوع ، فيه بيان فوائد سورة الفاتحه ، هذه السورة العظيمه ،
سميت بالفاتحه ، وتسمى بالسبع المثاني ، وتسمى أم القرآن ، وتسمى بالصلاة ، وتسمى
بالكافيه ، وتسمى بالرقيه .


وسورة الفاتحه سبع آيات ، ثلاث آيات ونصف منها لله ، ثناء على الله عز وجل ، وثلاث آيات
ونصف منها للعبد من قوله تعالى (وإياك نستعين) الى آخر السوره.

وهي سورة عظيمة يدل على عظمتها أن الله عز وجل جعل قرائتها ركناً من أركان الصلاة ،
وأنها تُكرر في كل ركعه ، يقرئها المسلم في اليوم والليله سبعه عشر مره .

وهي تتضمن معاني جليلية ، ففيها أنواع التوحيد الثلاثه في أولها (الحمد لله رب العالمين)
هذا فيه توحيد الربوبيه (الرحمن الرحيم مالك يوم الدين) هذا فيه توحيد الأسماء
والصفات (إياك نعيد وإياك نستعين) هذا فيه توحيد العبوديه "توحيد الألوهيه" ،
فتضمنت إذا أنواع التوحيد الثلاثة .

وتضمنت نوعي الدعاء ، لأن الدعاء على قسمين دعاء عباده ودعاء مسأله .

دعاء العباده : هو الثناء على الله - جل وعلا - وذكر الله عز وجل .

ودعاء المسأله : هو طلب الحوائج من الله - جل وعلا - فهذا موجود فيها (اهدنا الصراط
المستقيم * صراط الذين انعمت عليهم) كله طلب ودعاء ، ولذلك يستحب بعد الفراغ
من قراءتها أن يقول (آمين) أي : اللهم استجب .

وأما الآيتان الأخيرتان ففيهما من الفوائد ذكر أحوال الناس ، قسم الله تعالى إلى ثلاثة أصناف :
منعم عليه ، ومغضوب عليه ، وضال .

فلمنعم عليهم هم الذين أخذوا العلم والعمل ، والمغضوب عليهم هم الذين أخذوا العلم
وتركوا العمل ، والضالون هم الذين أخذوا العمل وتركوا العلم .

المغضوب عليهم هم اليهود ومن سار معهم في هذا المضمار من هذه الأمة ، الذين تعلموا
ولم يعلموا بعلمهم .

وأما الضالون فهم النصارى ، ومنهم الفرق المبتدعه والمخرفون ، كلهم يدخلون في الضالون ،
لأنهم يشتغلون بالعباده ويتركون العلم ، يقولون العلم يشغلك عن العمل .

إن كان سبب نزول (المغضوب عليهم) في اليهود ، (والضالين) في النصارى ، فالعبره في
عموم اللفظ لا بخصوص السبب ، ولهذا يقول بعض السلف : من فسد من علمائنا ففيه شبه
من اليهود ، ومن فسد من عُبادنا ففيه شبه من النصار .

لهذا على الإنسان أن يحرص على طلب العلم وأن يعمل بهذا العلم وأن يتفكر في معانا هذه
السوره العظيمه ، وأن يكون قلبه حاضر عند قرائتها أو سماعها فيأمن راجياً من الله كل خير .
تسأل الله أن يجعلك من المنعم عليهم ، وأن يجنبك طريق المغضوب عليهم وطريق الضالين